كشفت تحقيقات قامت بها صحيفتي " أوبزرفر " البريطانية و" نيويورك تايمز " الأميركية عن جمع شركة Cambridge Analytica بيانات 50 مليون مستخدم على الفايسبوك دون علم أصحاب الحسابات بذلك ، في واحدة من أكبر خروقات البيانات على الإطلاق في مجال التكنولوجيا .
وفي نفس السياق كشف أحد المبلغين إلى " الأوبزرفر " كيف استخدمت شركة " كامبريدج أناليتيكا " - وهي شركة يملكها الملياردير Robert Mercer ، والذي كان يرأسها في ذلك الوقت Steve Bannon المستشار الشخصي لشركة الرئيس الأمريكي ترامب - المعلومات الشخصية التي تم أخذها دون تصريح في أوائل عام 2014 لبناء نظام يمكن أن يكون له طابع شخصي قصد التأثير على الناخبين الأمريكيين و من أجل استهدافهم بإعلانات سياسية شخصية .
وقد ذكرت صحيفة " نيويورك تايمز " أنه لا يزال بالإمكان العثور على نسخ من البيانات المملوكة لكامبريدج أناليتيكا على الإنترنت . بحيث كان فريق التقارير التابع لها قد شاهد بعض البيانات الأولية .
تم جمع البيانات من خلال تطبيق اسمه thisisyourdigitallife ، الذي برمجه الأكاديمي Aleksandr Kogan بشكل منفصل عن عمله في جامعة كامبريدج من خلال شركته العالمية لبحوث العلوم ( GSR ) ، و بالتعاون مع Cambridge Analytica تم دفع مئات الآلاف من المستخدمين لإجراء اختبار الشخصية واتفقوا على جمع بياناتهم للاستخدام الأكاديمي .
ومع ذلك قام التطبيق أيضًا بجمع معلومات أصدقاء الفيسبوك المختبرين ، مما أدى إلى تراكم مجموعة من البيانات يبلغ قوامها عشرات الملايين . إنّ " سياسة المنصة " في الفايسبوك لا تسمح إلا بمجموعة من بيانات الأصدقاء لتحسين تجربة المستخدم في التطبيق ومنعها من بيعها أو استخدامها للإعلان . كما أنّ اكتشاف الخرق غير المسبوق للبيانات واستخدامه يثير أسئلة جديدة عاجلة حول دور فيسبوك في استهداف الناخبين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية . يأتي ذلك بعد أسابيع فقط من صدور لائحة اتهام بحق 13 روسيًا من قبل المحامي الخاص روبرت مولر Robert Mueller الذي صرح بأنهم استخدموا المنصّة لارتكاب " حرب المعلومات " ضد الولايات المتحدة .
الجدير بالذكر أنّ كامبريدج أناليتيكا وفيس بوك أحد محاور التحقيق في البيانات وسياسة الاستخدام والخصوصية من قبل مكتب المفوض البريطاني للمعلومات . و بشكل منفصل تقوم اللجنة الانتخابية أيضًا بالتحقيق في الدور الذي لعبته كامبريدج أناليتيكا في استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي .